كيف تعبر و تغير من نفسك
تغير نفسك
كيف تغير نفسك ..عادا تكترسم مصيرك'كان هناك ضفدع يقفز بين أوراق الأشجار الطافية بعدأن أغرق ماء النهر بفيضانه الأرض حوله، فلمحالضفدع عقربًا يقف حائرًا على أحد الصخور، والماءيحيط به من كل جانب، قال العقرب للضفدع: ياصاحبي ألا تعمل معروفًا وتحملني على ظهرك لتعبربي إلى اليابس فإني لا أجيد العوم، ابتسم الضفدعساخرًا وقال: كيف أحملك على ظهري أيها العقربوأنت من طبعك اللسع؟ قال العقرب في جدية: أناألسعك؟! كيف وأنت تحملني على ظهرك، فإذاقرصتك مت في حينك وغرقت وغرقت معك؟ ترددالضفدع قليلاً وقال للعقرب: كلامك معقول ولكنيأخاف أن تنسى. قال العقرب: كيف أنسى ياصديقي، إن كنت سأنسى المعروف، فهل أنسىأني معرض للموت؟ هل أعرض نفسي للموت بسببلسعة؟! بدت القناعة على الضفدع بسبب لهجةالعقرب الصادقة، فاقترب منه، فقفز العقرب علىظهره وسار الضفدع في النهر يتبادل الحديث الهادئمع العقرب الساكن على ظهره، وفي وسط النهرتحركت أطراف العقرب في قلق، وتوجس الضفدعشرًا، فقال للعقرب في
ريبة: ماذا بك يا صديقي؟ قالالعقرب في تردد وقلق: لا أدري يا صديقي، شيءيتحرك في صدري. زاد الضفدع من سرعته عومًاوقفزًا في الماء، وإذا به يستشعر لسعة قوية فيظهره، فتخور قواه بعد أن سرى سم العقرب فيجسده، وبينما يبتلع الماء جسديهما نظر الضفدع إلىالعقرب في أسى وهو يبتلع الماء ليغرق، فقالالعقرب في حزن شديد قبل أن يبتلعه الماء:اعذرني...الطبع غلاب يا صاحبي'ت
رى لماذا تصرف العقرب بهذه الطريقة؟ هل لأنه كان يحب فعلاً أن يلسع الضفدع أو يهلك نفسه؟! كلا، ولكن العقرب تعود منذ مولده أن يتصرف بطريقة معينة حيال أي كائن حي يحتك به ، هي أن يلسعه لأنه خطر عليه، وهذا ما نسميه بالعادة،فالعادة هي سلوك متكرر يصدر من الشخص بصورة لا إرادية نتيجة قناعة ترسخت في عقله الباطن عبر السنين
.خطورةالعادات:
تنبع خطورة العادات من أنها تتحكم تمامًا في سلوكيات الإنسان وبالتالي تتدخل في كل لحظة من لحظات حياته، فالإنسان في الحقيقة ما هو إلا مجموعة من العادات، كما تقول الحكمة القديمة: 'اغرس فكرة احصد فعلاً، اغرس فعلاً احصد عادة،اغرس عادة احصد شخصية ، اغرس شخصية احصد مصيرًا'فالعادات في النهاية هي التي تحدد مصير الإنسان بإرادة الله تعالى في الحياة سواء كان النجاح أم الفشل.مثال: إنسان لديه عادة التسويف والكسل.كيف تكونت لديه هذه العادة؟
1 شب منذ صغره فرأى أباه أو أمه يكسلون عن واجباتهم، ويسوفون أعمالهم فكرة.
2 بدأ يمارس نفس هذا الأفعال التي رآها من والديه فعل.
3 بتكرار الفعل ومع مرور السنين تكون لديه سلوك الكسل عادة.ما رأيك إنسان عنده عادة التسويف والكسل وإيثار الدعة والراحة على العمل الجاد الدءوب، فكيف سيكون ذلك مؤثرًا على حياته؟لا شك أنه سيحصد شخصية كسولة تقوده إلى مصير الفشل الذريع.وعلى العكس من ذلك إنسان لديه عادة الجدية والالتزام، وبدأ يمارس نفس الأفعال ومع الممارسة لأفعال الجدية وحب النشاط والعمل ترسخت في نفسه تلك العادة، فحصد شخصية جادة نشيطة منضبطة لابد أن تقوده في النهاية إلى مصير النجاح بعون الله تعالى.إذن فنجاح الإنسان وخروجه من نفق الفشل مرتبط بعاداته ، فللنجاح عادات كما أن للفشل عادات.هل من الممكن تغيير العادات؟عندما انطلقت السفينة [أبوللو 2] في رحلتها إلى القمر، تجمد المشاهدون على شاشات التلفاز وفي محطة الإطلاق في أماكنهم ،حينما رأوا أول إنسان يمشي على القمر ثم يعود إلى الأرض، ومن أجل الوصول إلى هناك كان على رواد الفضاء في تلك السفينة أن يتخلصوا من أكبر عائق في طريق الوصول ألا وهو قوة الجاذبية الأرضية، ومن أجل ذلك تم تحميل تلك السفينة على صاروخ فضائي ذي مراحل مختلفة، استخدم هذا الصاروخ في المرحلة الأولى للإطلاق كمًا هائلاً من الطاقة في الدقائق الأولى من الإطلاق خلال الأميال الأولى القليلة من الرحلة، يزيد عما استخدم في غضون الأيام التالية لقطع مسافة حوالي نصف مليون ميل ، وذلك للتخلص من أسر الجاذبية الأرضيةوعادات الإنسان أيضًا لها قوة جذب هائلة لأنها القناعات التي نتجت عنها قد استقرت في أعماق العقل الباطن عبر السنين، ولكن مع ذلك يمكن تغييرها بالجهد والمتابعة، ومع أن ذلك يستغرق جهدًا جبارًا في أول الأمر، لكننا بعد ذلك يخف الأمر علينا بعد أن نشعر بالتخلص من أسر هذه العادات وما لها من آثار سلبية على حياتنا، والرائع في الأمر أننا عندما نستبدل عادات الفشل بعادات النجاح، فإن عادات النجاح أيضًا تكون لها نفس تلك الجاذبية القوية، بمعنى أننا لن نستطيع التخلي عنها بسهولة مما يحتم علينا أن ننجح ولو رغمًا عنا، فالعادات إذن لها قوة جذب هائلة وبإمكانك أن تسخر تلك القوة لتعمل لصالحك، أو تسخرك هي لنفسها لتعمل ضد نفسك، فالعادات يمكن تغييرها جزمًا،
اترك تعليقك